الطريق الى الحركة العربية الواحدة

الثورة العربية وأداتها الواحدة

دعوة الى التقاء العروبيين من اجل بناء تيار الوحدة الوطنية

دعوة الى التقاء العروبيين من اجل بناء تيار الوحدة الوطنية

(1)

لقد قمنا بتحديد المحاورالمركزية للالتقاء والنضال المشترك لعناصر ومكونات  تيار الوحدة الوطنية على النحو التالي :

1-  تونس هي جزء منا لأمة العربية بكل ما يعنيه ذلك من التاريخ والمصير المشترك والانتماء الحضاري لمنظومة الهوية العربية الاسلامية التي تشكلت عبر التاريخ من خلال تفاعل أجيال من الشعب العربي مع الاسلام.

2-  يشترك المناضلون داخل  تيار الوحدة الوطنية في الدفاع عن استقلال القرار الوطني والتصدي للاختراق الاستعماري الذي يستهدف السيطرة على التفاعل السياسي داخل القطر من أجل استثمار الامكانيات المادية والبشرية الوطنية من اجل رخاء وهيمنة القوى الاستعمارية. ويتحالف  تيار الوحدة الوطنية مع كل القوى الوطنية و العالمية أثناء المعارك المشتركة للتصدي لمشاريع الهيمنة والاختراق للتفاعل الوطني.

3-  يدافع  تيار الوحدة الوطنية عن هويتنا العربية الاسلامية كما يسعى الى التجديد والتطوير من داخل منظومتنا الحضارية العربية الاسلامية من اجل تحرير وتطوير الشخصية الوطنية ومناعتها ضد التحجر وايضا ضد الاغتراب الحضاري.

4-  يناضل  تيار الوحدة الوطنية من أجل تحرير المواطن من الاستغلال وهيمنة مراكز النفوذ وتراكم الربح على حساب الاغلبية المفقرة. ويحشد الجماهير الوطنية من اجل السيطرة على امكانياتها المادية والبشرية لتغطية حاجياتهاالمتجددة وتوفير تكافؤ الفرص ورعاية الدولة لحياة المواطن بدون تمييز.

5-  يناضل  تيار الوحدة الوطنية من اجل ديمقراطية سليمة تتمثل قيمنا الحضارية وتلتزم بالحفاظ على وحدتنا الوطنية وتستند الى تحرير المواطن من القهر الاقتصادي كضمانة رئيسية لقدرته على حرية التعبير و التنظم  والمشاركة في صياغة القرار الوطني والمراقبة الفعلية لمؤسسات الدولة في اطار سيادة القانون والاحتكام الى رأي الاغلبية المتحررة من القهر الاقتصادي والاعلامي.

(2)

على أساس ما تقدم يتداعى نفر من العروبيين  الذين يؤمنون بهذه المباديء الى الدعوة الى تأسيس تيار سياسي يعبر عن تحالف واسع لكل الذين يستجيبون الى هذا النداء ايمانا بضرورة العمل المشترك لتحييد محاور الخلاف والدفع بمحاور الالتقاء لانه الاسلوب الوحيد القادر على استثمار الامكانيات النضالية والمادية الوطنية المتناثرة داخل وخارج المشهد السياسي في القطر.

(3)

خيارالجبهة, خيار الفشل.

ان الحديث عن تحالف واسع للعروبيين في القطر هو حديث عن التقاء بين مختلف التشكيلات التنظيمية بما فيهاالحزبية والجمعياتية وغيرها اضافة الى قطاع واسع من العروبيين”المستقلين” تنظيميا. وهو بالتالي حديث عن تحالف لا يمكن اختصاره في جبهة بين مختلف الاحزاب العروبية . خاصة ان واقع الحال يؤكد ان الاحزاب وحتى الجمعيات الموجودة لا تمثل كل ماهو متاح من موارد بشرية. والدليل على ذلك هو عجزهاعن تقديم الحد الادنى المحترم من التأثير الايجابي في المشهد السياسي.

والجبهة هي التقاء بين تشكيلات تنظيمية تقع صياغة مرجعيتها السياسية وبنيتها التنظيمية واسلوبها النضالي من طرف قيادات هذه التشكيلات. وواقع الامر –بعيدا عن التهكم والتجريح- هو أن طبقة القيادات التنظيمية الحالية لا تحظى بالقدر المطلوب من الاحترام والقدرة على التجميع بل اننا لا نبالغ عندما نقول انها اصبحت في اغلبها تمثل مراكز انتاج لازمات التشتت والصراع الداخلي سواءا داخل تنظيماتهم او بين مختلف التشكيلات التنظيمية.

ان الانتباه الى هذا الواقع يجنبنا الانسياق في مغامرات عشوائية تبدأ بتسليم صياغة وبناء مشروع التحالف العروبي الى طبقة قيادية اثبتت التجربة بما لا يدعوا للشك انها تمثل مصدرا للتشتت والصراع المستمر.

نقول هذا بعيدا عن اي تخوين او حتى تقليل من قدراتهم النضالية والتنظيمية. فقاعدتنا الرئيسية في البناء هي ان مراكز التشتيت والصراع لا يمكن ان تتحول الى مراكز التجميع والتعايش النضالي.

ونحن نقول انه لا مجال لتسليم مهمة صياغة وبناء التحالف العروبي الى هذه الطبقة القيادية. ولكن ذلك لايعني بأي حال من الاحوال اقصاءا لها او تقليلا من قدرتها على المساهمة في هذاالبناء. فلا مفر من استثمار امكانيات وقدرات هذه الطبقة القيادية بالاسلوب السليم وعلى المنوال الذي يقرر من سيعملون على تأسيس  تيار الوحدة الوطنية هذا طبعا عند استجابتهم جميعا او بعضهم لمشروع بناء التيار العروبي. ولكن المهم في الامر كله ان لا يتوقف التأسيس والبناء على استجابتهم وعلى تطلعاتهم الفردية ولا على مدى اتفاقهم فيما بينهم او تنافرهم وصراعهم.

ان هذه النقطة لها قدر من الاهمية يجعل التزامها يمثل الفارق بين النجاح والفشل في مسار تأسيس وبناء التيارالعروبي.

لا نجد مفرا من الرد على اعتراض قد يتبادر الى ذهن البعض عندما سيواجهوننا بأن القيادات هي في نهاية المطاف تعبر عن موقف جماعي لقواعد ومؤسسات التنظيمات العروبية القائمة. وهو اعتراض لامعنى له خاصة واننا بصدد الحديث عن تنظيمات حديثة النشأة لم تنتقل بعد الى مستوى استقلال المؤسسات عن سيطرة القيادات ومراكز القرار الفردي داخلها.

ويفقد الاعتراض اي معنى اذا اعترفنا ان النظام الداخلي لهذه التنظيمات –في اغلبها- فيه من القصور ما يجعل العلاقة بين مختلف مؤسسات التنظيم غير واضحة او منعدمة تماما.

ثم ان عجز القيادات الموجودة في مختلف التشكيلات التنظيمية عن تقديم مشروع سياسي واقتصادي واضح المعالم وعجز القواعد عن تقديم خطاب سياسي وثقافي واقتصادي موحد هو دليل على ان التنظيم لم يصل الى مستوى تفعيل موارده البشرية لتقديم الحد الادنى المطلوب لنستطيع القول اننا نتعاطى مع مؤسسات تتفاعل وتنتهي الى خطاب او مشروع وطني –وليس شعارات- موحد.

خلاصة ما تقدم أن طبقة القيادة داخل التشكيلات السياسية الموجودة لا يمكن ان تكون قادرة على الالتقاء وصياغة وتأسيس تحالف عروبي نتيجة عدة اسباب منها ماهو ذاتي ومنها ما هو موضوعي.ولعل من اهم الاسباب الموضوعية ان التنظيمات العروبية في اغلبها حديثة النشأة وحديثة الخبرة بالعمل السياسي مما يجعلها لم تكتمل بعد لتكون قادرة على ادارة مشروع تحالف عروبي.

فاذا اضفنا الى ذلك مااثبتته التجربة من استحالة تحييد الصراع الذاتي داخل طبقة القيادة فاننا سننتهي الى الايمان الحاسم بان توكيل هذه الطبقة مهمة تأسيس التحالف في شكل جبهة بين التنظيمات سيضرب مشروع التحالف في مقتل بل ان الاخطر من ذلك هو تدمير آخر رهان للعروبيين في بناء رافعة وطنية مؤثرة في المشهد السياسي. لنفتح بذلك كل ابواب التشتت والتقوقع واليأس داخل العروبيين في القطر.

على اساس ما تقدم لا تكون صيغة الالتقاء الجبهوي بين قوى تنظيمية عروبية متعددة سوى خيار لا يعد سوى بمزيد من الفشل والاحباط لانه سيرتكز في تأسيسه وبناءه الى نفس مراكز الصراع والتشتت والفشل داخل طبقة القيادة السياسية.

(4)

ماهوالتيار؟ ولماذا التيار؟

على ارضية ما تقدم من محاورالنضال الوطني سندرك جيدا ان الذين يؤمنون بهذه المباديء يمثلون قطاعا بشريا منتشرا في مختلف ارجاء القطر وفي مختلف الفئات العمرية ومختلف المستويات الاجتماعية ومختلف مستويات القدرة على التأثير الاجتماعي والسياسي. وهم بذلك يمثلون امتدادا بشريا منتشرا بدون اي ارتباط تنظيمي.

وعلى ارضية ما تقدم من قصورداخل الطبقة القيادية العروبية سندرك غياب شخصية قيادية محورية او مجموعة قياديةمحورية قادرة على تجميع وقيادة هذا القطاع البشري رغم قناعاته العقائدية.

ان غياب المحور البشري المركزي القادر على التجميع والقيادة يجعل الخيار الوحيد هو البناء اللامركزي الذي ينمو افقيا في الجهات والقطاعات مستفيدا من المحاور البشرية المحلية كنقاط ارتكاز وتجميع ودفع الانتشار على ارضية مجموعة من الثوابت المشتركة.

اننا نعرف التيار السياسي على انه مجموعة بشرية لها انتماءات تنظيمية مختلفة تشترك في تبني مجموعة من المقولات السياسية وتشترك في اسلوب نضالي تنسيقي (خطة مشتركة + مؤسسة تنظيميةمشتركة) للعمل في  مختلف المواقع المتاحة من اجل :

أ‌-    اقناع المواطنين بهذه المقولات.

ب‌- التعاطي مع المشكلات الموجودة من خلال مواقف تستند الى هذه المقولات.

ت‌-التفاعل المستمر لإثراء هذه المقولات بمزيد من التحاليل والاضافات من خلال الاشتباك المستمر بتفاصيل الواقع.

ث‌- الدفع بمساحة المشترك على حساب مساحة الاختلاف بينها مع احترام ما تفرضه خصوصية الاختلاف خارج نطاق مساحات العمل المشترك.

من أهم ما يميز التيار عن الجبهة هو غياب المحاصصة القيادية وعدم اشتراط تمثيل القيادات الحزبية والتنظيمية على مستوى ادارة عمل التيار. مما يجعل مقياس الالتزام هو مدى الامتثال للمقولات المشتركة وليس الامتثال للقيادة. فبقدر التزام العنصر بالمقولات المركزية واشتباكه مع الواقع المحلي على ضوءها على قدر ما تكون جدارة انتسابه للتيار.

والتيار هو صيغة عمل دائمة غير محدودة بمشكلات مرحلية وانما تستمر في النمو والتطور لتتخلل تدريجيا كل مفاصل الحياة الوطنية.

وبالتالي تكون علاقة التشكيلات السياسية بالتيار هي علاقة دعم ومساندة ومشاركة وليست علاقة قيادية مركزية.

(4)

التياركيف؟

يتداعى نفر من المؤمنين بالمقولات السياسية التي قدمناها سابقا الى التفاعل حول هذه المقولات تصحيحا واضافة لصياغة الميثاق السياسي للتيار العروبي. ثم صياغة ميثاق أخلاقي نضالي يضبط سلوك الذين سينتسبون الى التيار. والنظام الداخلي للتيار.

تقع صياغة استمارة الانتساب للتيار لتوزيعها فيما بعد على كل من سيقبل الدعوة للنضال في صفوف التيار على ارضية المواثيق الاخلاقية والسياسية ونظامه الداخلي.

يقع الاتفاق على بنية تنظيمية لامركزية  توفر مجالا كبيرا للاجتهاد المحلي وهذا يعني اعطاء مساحة كبيرة للاجتهاد النضالي في اطار الالتزام بالميثاق الاخلاقي اولا والسياسي والتنظيمي ثانيا.

ان هذه الصيغة التنظيمية تهدف الى استثمار وبناء المهارات القيادية الجماعية في المحليات و المدن الاحياء والقرى لتجنيب الشباب الوطني سلبية التواكل وتقديم هامش كبير من القدرة على الابداع والخلق النضالي في اطار مجموعة من الثوابت المشتركة.

ملاحظة مهمة

هذا المقال لا يعكس او يروج لاي مشروع لاي مجموعة . واختيار اسم تيار الوحدة الوطنية هو اقتراح شخصي وليس عنوان لاي عملية تأسيسية وقعت في ارض الواقع.

ولست اعتبر نفسي مشاركا بالضرورة في صياغة هذا الأمل. وانما التزم بالدعم والاستجابة كمجرد مناضل في صفوفه بعد ان يقوم ذوي الكفاءة والصدق ببناءه.

فلا تحملوا الورقة ما لا تطيق من تأويلات. لانها مجرد افكار اقدمها لمن يهمه الامر.

وللحديث بقية غير قابلة للنشر فيما يتعلق بالبنية والآليات التنظيمية لهذا المشروع الوطني.

جمال بدرالدولة

18 أفريل 2013

 

أضف تعليق